شبكة موطني : الوجوه لا تكذب يا خوان… برشلونة في مرآة الحقيقة!

مرحبا كورة (رأي خاص من الصحفية كارمي بارسيلو – SPORT)

أكتب هذه السطور وأنا أحاول استيعاب ما قدمه لنا هذا برشلونة المتناقض. الفريق الذي يجعلنا نحلم في إحدى الليالي، ثم يعيدنا إلى الواقع القاسي في اليوم التالي.

هزيمتان متتاليتان كانتا كافيتين لتكشفا عن وجوه كثيرة، وجوه تعبر عن أكثر من ألف كلمة.

لقد تقبلنا الهزيمة أمام باريس سان جيرمان قبل أيام كمن يبتلع الدواء المر. الفريق الفرنسي هو بطل أوروبا ومدربه لويس إنريكي يعرف برشلونة أفضل من أي شخص آخر.

لكن مهما كانت الأعذار، فالحقيقة واضحة: هناك أكثر من «درجة» تفصل بين برشلونة وباريس.

يحتاج هذا الفريق الكاتالوني إلى عمل طويل وشاق إذا أراد التنافس مع الكبار مرة أخرى.

رأيت وجوهًا غاضبة ومربكة على أرض الملعب. وتلقى بيدري ضربة تلو الأخرى، وتعرض لامين يامال للاختناق حتى أنهى المباراة منهكا، فيما غض الحكم الطرف عن تجاوزات نونو مينديز.

وعلى الخط، عض فليك لسانه، مدركا أن إنريكي تجاوزه بين الشوطين، وفي المقصورة حاول لابورتا الصمود، فيما أطلق ظهور لويس فيغو إلى جانبه عاصفة من الغضب بين الجماهير التي لم ولن تنسى خيانته، رغم أنه يحمل اليوم لقب «سفير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم».

لكن المشهد الأكثر أهمية كان ذلك الذي جمع لابورتا ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر تشيفيرين في صداقة واضحة.

صورة كافية لجعل فلورنتينو بيريز يفهم أن تحالف الدوري الممتاز مع برشلونة ربما أصبح شيئًا من الماضي.

أما تشيفيرين نفسه فزاد استغراب الجماهير برفضه خوض مباراة فياريال وبرشلونة في ميامي.. ومن ثم قبوله «استثنائياً»!

حتى في إشبيلية، الوجوه لم تتغير. أكل فريق ألميدا برشلونة بالتكتيك والعاطفة وأغلق كل مساحات التفكير أمام صانعي الألعاب الثلاثة.

وعندما قال ديكو لإذاعة كتالونيا: “نحن لسنا مثيرين للإعجاب كما يقول الناس، وإذا لم نضع العمل قبل الموهبة فلن نحقق أي شيء”، شعرت أن الوجه الذي تغير هذه المرة هو وجهي.

برشلونة يعيش لحظة مواجهة مع نفسه اليوم.. والوجوه لا تكذب يا خوان.